عائلة الشحروق اللبنانية تفوز بجائزة أفضل عائلة طباخة في أستراليا

عطش الجالية للفرحة واروائها بالنجاح.
(مبروك لعائلة الشحروق الفوز افضل عائلة طباخة، ولقمر حديد بالسكيت بوورد)

كتب فادي الحاج | آيشير ميديا ـ

بمشاعر الفخر والاعتزاز، يشرفني، وجاليتنا الاحتفال بفوز عائلة الشحروق في مسابقة افضل  عائلة في المطبخ (Family Food Fight)، حيث تنافست عائلة الشحروق في النهائيات مع عائلة البتلر في برنامج أفضل عائلة في صنع الطعام والموائد الشهية. ابتدأت المسابقة مع ستة عوائل من خلفيات إثنية مختلفة ، (إيطالية، يونانية، لبنانية، ڤيتنامية، إيرلندية والاسترالية)، وانتهت بفوز عائلة الأخوات الأربعة من آل الشحروق. شعور جميل يعكس عزم الجمال الداخلي وما يخفى وراء هذه العائلة الشرق اوسطية المظهر، أستراليين الفعل والسلوك اكثر من الكوالا الاسترالي بحد ذاتهم في تصرفاتهم وحركاتهم وحرصها على الارتقاء بجاليتنا العربية الاسترالية وجعلها أحد أهم الجاليات في استراليا، بل على مستوى العالم، حيث أصبح لجاليتنا مكانة مرموقة وأضحت محط أنظار الناس اجمع؛ لما تتمتع به من عز وعنفوان ونجاح واستقرار. 

علمتنا الغربة أشياء وأشياء كثيره لا مجال لحصرها ولكن سيبقى الدرس الأهم والمعادلة الأثبت والأوضح والتي لا يمكن لكيميائيين العالم كلهم تغييرها أو طعن فيها ... وهي أنني لا نساوي قيمتنا الحقيقية إلا باثبات قدرتنا وانتمائنا واندماجنا بإظهار الوجه المشرق والمشرف لجاليتنا العربية في استراليا .

رغم طعم مرارة الغربة، في محلات كثيرة كالعلقم أو أشدّ، كلمة قاسية وتجربة مريرة قد عاشها البعض منا لكن بوجوه مختلفة وببلدان عدة ولأسباب متعددة، الا ان حلاوتها تبرز في نجاح ابناء جاليتنا، كما كنت سعيداً وانا ارى البطل الاسترالي في الملاكمة بلال ديب يتربع على عرش البطولات باسم استراليا في المحافل الدولية، وكم هو رائع ان نرى ابطالنا في فريق الراغبي ليغ يفوز بأولى مباريات كأس العالم في الراغبي ليغ ٢٠١٧، وأشد فرحة على قلوب جاليتنا ان ترى الشابة المتألقة في لعبة السكيت بوورد قمر حديد تمثل استراليا في بطولات العالم راسمة على وجهها أبهى صورة لجاليتنا العربية في المهجر، ولا شيء يعلو فوق ان ترى ابناء جاليتنا يمثلون الشعب الاسترالي ككل في الأماكن حيث تحيك القرارات المهمة في البرلمان الاسترالي كأبننا الفخر السيناتور شوكت مسلماني، والنجم الساطع الوزير جهاد ديب، وغيرهم كثر لا يمكن إحصائهم في كلمات معدودة، ولا اسطر.

وطننا استراليا هذا البلد الذي ندعوه بيتنا، لم نعد غرباء فيه بل أصبحت جذورنا متشعبة تحت ترابه واجزاعنا تناطح سماءه، ودماءنا جبلت مع مياهه، نحن نفتخر بأنتماءنا لهذا البلد العظيم وهنيئاً لنا النجاح الدائم. يقص نجاحنا هنا في كل حرف فيه قصة معاناة وحرقة قلب مشتاق وحنين طاغي وألم يكبر وأمل يشاطرنا اللحظات والأيام، من وجهة نظري أن أصعب أنواع الغربة هي عندما تشعر بغربة المبادئ والثوابت والأخلاق والقيم، وبغض النظر عن نوع الغربة التي قد عاصرها أي منا، يبقى السؤال الأهم هو ماذا علمتنا الغربة؟! ... وما هي الدروس والعبر التي منحنا إياها البعد عن البلد والأهل أو الإبعاد عنهما؟!. 

بالنسبة لي فالغربة كانت الدرس الأقوى والمواجهة الأصعب والمدرسة الكبيرة بل والجامعة المفتوحة التي استقيت منها أعظم الدروس وأهم العبر... فالغربة علمتني... أن أعشق بلدي مهما قدم لي وأن أكره الفاسدين؛ لأنهم سبب حرماني منه وإبعادي عنه. استراليا علمتني ... أن للصداقة الحقيقة حدود أبعد بكثير من مجرد كلمات ومواقف، وأنها كلما اتسعت المسافات بان بريقها واتضحت معالمها جيدا وتكشفت تماما هل كانت سرابا أو واحة أمان حقيقية بعيدة عن المنفعة والمصالح الدنيئة التي غزتنا هذه الأيام ولوثت جل علاقاتنا. استراليا علمتني... أن مكيفات الدنيا كلها لا تستطيع تبريد جمر إشتياقي لبلادي الغالية، ولا تستطيع إطفاء لهيب غضبي من الفساد وزمرته في بلدي الحبيب لبنان. استراليا علمتني... قيمة أن تشارك الأهل والأصحاب في أفراحهم وأحزانهم، فهنيئا لنا هذا النجاح.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق