كلمة رئيس مجلس الجالية اللبنانية السيد علي كرنيب بالإفطار الرمضاني وعيد التحرير

أيها السيدات والسادة،
يسر مجلس الجالية اللبنانية رئيساً وأعضاء أن يتقدم منكم بالتهاني القلبية بمناسبة شهر رمضان المبارك، سائلين العلي القدير أن يوفقنا لأداء صالح الأعمالـ ويتقبّل منا الصيام والقيام.
أولاً وقبل كل شيء، نستنكر جميع المجازر التي ارتكبت باسم الدين والدين منها براء.
ان شهر رمضان هو أحد شهور السنة المتميّز عن غيره وله خصوصية النسبة الى الله تعالى (شهر الله) حيث تستجمع فيه الكمالات والمعارف والرحمة والهداية.
ومن الألطاف الإلهية فيه تقبيل الشيطان وحبسه عن مزاولة الوسوسة والتضليل لتفتح للناس سبل الهداية على أوسع أبوابها.
اخوتي أخواتي..
لو لم يهتدِ الانسان في هذا الشهر، ولم يدرك مزاياه، فإنه يكشف عن خبث سريرته، وسوء باطنه لطاعة نفسه الامارة بالسوء، وضعفه أمام مغريات الدنيا وزخارفها، ويكون قد أضاع فرصة استثنائية من عمره. حينئذ لا ينفع الندم.
ومن مزايا هذا الشهر الفضيل أن تحسب أنفاس المطيع فيه تسبيحاً ونومه عبادة وعمله مقبول ودعاءه مستجاباً. فتؤدي الطاعة فيه الى تكامل النفوس. أو تقترب من التكامل لتجنب الانسان المؤمن في حركاته من ارتكاب المعاصي والتوجه نحو فعل الخير، والتفرغ للطاعة والعبادة لتهذيب النفس وكسب رضا الله تعالى، ونيل المكاسب العظيمة التي لا تعد ولا تحصى. وبهذا يثبت الانسان انسانيته، ويحترم وجوده، ويمارس دوره الحقيقي بالنسبة للحقوق والواجبات ومكارم الاخلاق، وتطبيق العدل والسلام.
ايها الاحباء..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ان شهركم هذا ليس كسائر الشهور، اذا اقبل اليكم اقبل بالبركة والرحم، واذا ادبر عنكم ادبر بغفران الذنوب، هذا الشهر الحسنات فيه مضاعفة، واعمال الخير فيه مقبولة، ومن صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له.
ايها الاعزاء..
في هذا الشهر الكريم المبارك يضاعف فيه الله الحسنات ويمحو السيئات. انه شهر البركة، شهر التوبة، شهر المغفرة، هو شهر العتق من النار والفوز بالجنة. شهر رمضان هو من الاشهر الفضيلة، نزل فيه القرآن في أول ليلة منه، وميزاته هي: شهر العبادة.
 شهر رمضان فيه يصوم الانسان وفيه يشعر بالناس الفقراء.
شهر رمضان شهر التسامح فيه ننسى خلافاتنا.
شهر رمضان شهر نتعلم فيه الصبر.
اذن، اجتنبوا فيه كل حرام واكثروا من تلاوة القرآن، لأن هذا الشهر ليس كغيره من الشهور، فإن له حرمة عند الله وفضلاً عن سائر الشهور.
أخيراً نسأل تعالى أن يجعل أيام هذا الشهر بداية لنهاية تسلط القوي على الضعيف واقتلاع جذةر الاحتلالات من أراضينا وبسط الأمن والسلام والعدل في أرجاء المعمورة.
وبما أن إفطارنا هذا يقع في 25 أيار لا بد من أن نتذكر هذا اليوم التاريخي، يوم تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال.
أيها الاخوة والاخوات..
تحية لكم في ذكرى يوم التحرير من وطننا الحبيب أستراليا، حيث يحتفل مجلس الجالية اللبنانية بالذكرى التاسعة عشر لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، كيف لا، وهذه هي الذكرى التي تدمّر فيها جيش لا يقهر. هي ذكرى الشهداء الابطال الذين استشهدوا من أجل تحرير القرى الجنوبية من العدو الاسرائيلي.
ذكرى اقتحام الاهالي معتقل الخيام وفتح ابوابه وتحرير جميع الاسرى الذين بداخله تزامناً مع رحيل الاحتلال وعملائه من الجنوب والبقاع الغربي، حيث اعلن في 25 أيار سنة 2000 عيد للتحرير وللمقاومة.
هذا وقد حاول الكثيرون خلال السنوات الماضية محو عيد المقاومة والتحرير ولم يفلحوا. خاصة انتصار عام 2000 بانسحاب آخر فلول الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب، كما ظهرت مقولة اسقاط قدسية المقاومة كأحد أساليب تشويه الصورة النقية الطاهرة للمقاومين عبر تصويرهم بأنهم مجرد مجموعات مسلحة، فلم ينجحوا في محو الانتصارات، وباتت فكرة المقاومة أعمق من أي شيء، وبات عيد المقاومة والتحرير يوماً محفوراً في وجدان الناس وضمائرهم وقلوبهم، وبات يوماً للعزة الوطنية والكرامة.
اخوتي، اخواتي
تسعة عشر عاماً مرت على انتصار حرر ارضاً عربية بدون شروط ومفاوضات واتفاقيات ذل. لم تنطفىء شعلة التحرير بل ازدادت توهجاً وتألقاً بعد انتصار تموز 2006.
تسعة عشر عاماً شاخ فيها عنفوات الجيش الاسرائيلي الذي قهر مرتين في التحرير وفي تموز، وأطل بالمقابل جيل أشبال مقاوم جديد. اشبال التحرير.. أشبال تموز.
تسعة عشر عاماً ونسائم التحرير تعطر سماء الجنوب والوطن بكامله.
لقد شكل تحرير عام 2000 منعطفاً مفصلياً في تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي، وعندها سجلت المقاومة درسا كبيرا في أخلاقياتها وادابها وفهمها لمعاني حقوق الانسان حيث لم تمارس الانتقام، ولم تحصل يومها "ضربة كف" لعميل او خائن.
واليوم ونحن نحتفل بعيد المقاومة والتحرير نوجه تحية إكبار واجلال الى الشهداء والجرحى والمقاومة قيادة ومجتمعاً، عسى ان نحتفل بالتحرير الكبير ألا وهو تحرير فلسطين ان شاء الله.
عاشت أستراليا.. عاش لبنان.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق