جمعية إنماء الشعر والتراث تقيم حفلاً ثقافيا لمناقشة الفلسفة في أدب الإمام علي بن ابي طالب

 















نهار السبت الواقع فيه ١١/١٠/٢٠٢٥ وبرعاية وزارة الثقافة في لبنان، أقامت جمعية إنماء الشعر والتراث حفلاً ثقافيا لمناقشة "الفلسفة في أدب الإمام علي بن ابي طالب" وذلك في صالون الدكتورة بهية ابو حمد للثقافة والشعر. 

حضر الحفل نخبة من أبناء الجاليات الأثنية في سيدني من مصر والسودان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق ولبنان، ورؤساء جمعيات ورجال أعمال وناشطين في عالم الثقافة والادب. 

قام مشكوراً بتقديم الحفل الأديب والشاعر والصحافي سلام الخدادي الذي تفنن في ابراز المعاني الثرية لأقوال الإمام علي بن ابي طالب بالاضافة إلى إظهار الجانب الثقافي الإبداعي للسادة المتحدثين . 

كما وقام المخرج رافق العقابي بتصوير الحفل، كما وشاركت ايضاً محطة العراقية بقيادة المخرج سمير قاسم والإعلامي صالح السقاف في تقديم الحفل وتصويره. 

استهل الحفل بالنشيدين الاسترالي واللبناني، وكانت كلمة للمدير العام لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور علي الصمد قرأها الاستاذ والشاعر البير وهبي وجاء فيها: 

"…يُسعدني لا بل يشرفني ان اقولَ كلمتي لاسيما بهذهِ المناسبة التاريخية وبصفتي كمدير عام لوزارة الثقافة اللبنانية مُعرباً عما يخالج نفسي من ايمانٍ وتقدير للتراث الفلسفي والأدبي الذي خَّلَفَهُ لنا الإمام علي بن ابي طالب، الذي جعل من الكلمة فلسفةًوادباً، ينطُقانِ بلسانِ الأنسانية في كُلِ زمانٍ ومكانْ….كيفَ لا؟ وإن هذه المناسبة هي تاريخٌ بجوهَرِهِ ، إذْ اننا نقف حيالَ فلسفة وادب الإمام علي بن ابي طالب الذي اشبعَ الحياة من زادِ حُكمته وبيدرِ فلسفَته ومنارةِ ايمانه…كما انني وبهذه المناسبة بالذات، لا بد لي من ان اتوجهَ بالشكر الجزيل لصاحبة الدعوة الدكتورة المحامية بهية أبو حمد سفيرةالسلام والثقافة والتراث العربي في استراليا، وبصفتها رئيسة جمعية انماء الشعر والتراث الأدبي والشعري في العالم العربي قاطبةً، مثنياً على ما تقوم به من نشاطات فكرية وادبية وشعرية التي من شأنِها ان تساهم المساهمة الكبرى في صَهرِ الأفكارِوالآراء والنظرياتِ على اختلافها في التضحية والعطاء والعمل الدؤوب على تاديةِ رسالة الأدب الأنساني والفلسفة الروحية في ارجاءِ المعمورة”.


ثم ألقى بروفيسور الدراسات السامية في جامعة سيدني الاستاذ رفعت عبيد كلمة تحدث بدقة واسرد فيها وشرح عن مقتطفات من أقوال الإمام علي المأثورة والمليئة بالحكم والنصائح والإرشادات مقارناً بها ما يحصل حاليا في العالم وكأن الإمام علي كما أشار البروفيسور عبيد كان ينبئنا في القرن السابع الميلادي بما سيحدث حاليا في القرن الحادي والعشرين في العالم بأسره

وكانت كلمة البرفيسور الدكتور احمد الربيعي بعنوان "الإمام علي بن ابي طالب والعدالة الاجتماعية" . وبدوره قال الربيعي : "لقد اخترت في الحديث عن فلسفة الأمام علي وفكره موضوعه "العدالة الاجتماعية" لاعتقادي انها هي الحلقة المركزية وأساس الأهم لجميع اركان فلسفته وفكره وممارسته ايضاً. 

وتحدث الريشما الدكتور بريخا ناصورايا عن "الجذور الفكرية المتعددة والجوانب المهملة في فلسفة الإمام علي" واضاف قائلاً: تشكل فلسفة الإمام علي بن أبي طالب نموذجاً فريداً في تاريخ الفكر الإسلامي، تجسّد التفاعل الحي بين الوحي والعقل، بين الثابت والمتحول ثم تطرق إلى الجوانب المهملة في الفلسفة " العلوية" والتي تتضمن الميتافيزيقا والتجريد الإلهي المتقدم و نظرية المعرفة الوجودية والعدل الكوني والشريعة الوجودية وفلسفة الزمن والوجود وامور فكرية اخرى. 

وكانت كلمة للكاتب والصحافي هاني الترك بعنوان "تشابه الفلسفة والروح بين سقر اط وعلي بن ابي طالب” واضاف قائلاً: "سقراط أعظم الفلاسفة في التاريخ..هو مؤسس الفلسفة الغربية والديمقراطية وأب الحضار ة الغربية المعاصرة..علي بن ابي طالب عملاق الفكر والروح والبيان والنحو…. كان كل من سقر اط وعلي يؤمن بوحدة الوجود ووحدانية الله والحقيقة الواحدة..كل ّ منهما خطيبا ً بار عاً..اداء

سقر اط الخطابي الساخر..و كذلك كان اداء علي الخطابي عظيماً.

يتمتع كل منهما بصوفية الروح وسلامة القلب لا يحملان ضغينة ضد اي شخص حتى الاعداء.

كان من أفذاذ العقل والفكر والفضيلة مثل علي ..الذي نادى بانتهاج العقل والفكر والأخلاق

سقراط والفضيلة..قال علي : لا علم بلا فضيلة ولا فضيلة بدون علم.


واشاد الشاعر جورج منصور بأبيات جميلة وصف فيها الإمام علي قائلاً: 

سيد البلاغة اليوم عيتذكروه

وع قلبنا ما أطيبو ذكرا الكرام

بنفزع يقولوا الناس حقو ما وفوه

ونكون ما طلعنا عا قد المقام

عنو الكلام الي انحكى وعمينقلوه

لولاه ما في فلسفي ولا في كلام

تا نقول الناس اللي خلقو يعبدوه

نحنا تربينا على حب الإمام 


واشاد الشاعر شربل بعيني بمقتطفات من ديوانه مناجاة الإمام علي قائلا:

إِسْمَكْ، رَسْمَكْ، جِسْمَكْ.. عِنْدي

تَالُوت مْقَدَّسْ.. مِنْجَلّ

مْفَكِّرْ، عَالِمْ، وَاعِظْ، جِنْدي

سَيِّد.. ما في كِلْمِه تْدِلّ


صَوْتَكْ حَقْلْ، وْكتْبَكْ غَيْمْ

بْيِسْقوا مْوَاسِمْنا عَ طُولْ

تا نِشْبَعْ بِلْيالي الضَّيْمْ

تا نِقْوَى.. وِنْلِمّ فْصُولْ


يا مْكَمَّلْ حَالَكْ بِحالَكْ

يا سِرّ.. وْحافِظْ أَسْرارْ

مِنْ فَلْسِفْتَكْ، مِنْ أَقْوالَكْ

شَعِّتْ شِمْس.. وْطِلْع نْهارْ


.. وْهَاكِ الْوَقْفِه فَوْقِ الْمَنْبَرْ

حِمْلِتْنا عَ جْناحِ الرِّيحْ

كِنَّا بْرَفْعِةْ إِيدَكْ نِكْبَرْ

يا عَلِي.. وْتِعْلا تْسَابيحْ

وكانت كلمة للدكتور مكي كشكول بعنوان "الآخر المختلف في فكر الإمام علي" أجاد فيها قائلاً: “ولأن الناس بطبيعتهم يختلفون في كل شيء، وتتباين وجهات نظرهم في القضايا الدينية والاجتماعية والفكرية وغيرها؛ فهم بحاجة إلى التسامح كقيمة أخلاقية وإنسانية، وكحل عقلاني لإيجاد الصيغ المناسبة للتعايش فيما بينهم، واحترام بعضهم البعض، بعيداً عن روح التعصب والكراهية والصدام، أو الإقصاء والعنف…..لذلك ومن أجل حقن الدماء ومحاولة التعرف على الآخر المختلف وتفهمه جاء الإمام علي بفلسفة ترى الانفتاح على الثقافات الأخرى وعدم الانغلاق على رؤية واحدة، مكرِّساً بذلك هذا المنهج الربّاني في حقبة هبّت عليها أعاصير الأهواء ولواقح الفتن، وإيذاناً بانهيار ثقافة تهميش وتحجيم وإلغاء الآخر المختلف من خلال تمسك المتعصبين والمتشددين بسطحية النص، على وفق رؤية ضيقة جداً وضعتهم في زاوية الجهل بالدين، والتبجيل الأعمى له، وأحياناً الشطط أو التعسف في الفهم والتأويل”. 

تلتها كلمة للدكتور ياسر محمد النواشي بعنوان: “فلسفة الصحة النفسية من منظور الإمام علي”. وبدوره قال النواشي: يؤكد الإمام على اثر البيئة في استقرار النفس، كما اكد الامام بأن الصحة النفسية لا تتحقق إلا بإدارة الانفعالات والتحكم في ردود الأفعال ،كما ووضع الإمام أسس فلسفة نفسية راقية توازن بين العقل والروح، بين الفرد والمجتمع، وبين الدنيا والآخرة كما وقدم الإمام رؤية علاجية متكاملة تقوم على ثلاثة اركان، اولاً المراجعة الذاتية، ثانياً التهذيب الروحي وثالثاً العمل الصالح وخدمة الآخرين. 

وكانت كلمة مسجلة لنائب الاتحاد الفلسفي الدكتور مصطفى الحلوة بعنوان "الناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق” . وبدوره أضاف الحلوة قائلاً: هذه المقولة ، يُعبَّرُ عنها اليوم بـِ " النظرة إلى الآخر" : الآخر المؤتلِف في العقيدة الدينية (الإسلامية) ، والآخر المختلف ، بمعزل عن عناصرِ الاختلاف المتعدِّدة (الدين ، العِرق ، اللغة ، اللون .. إلخ) …. إلخ) . 

عَبْرَ هذه المقولة ، يذهبُ الإمام عليّ إلى أن المؤتلف ، إذْ يتشارك وإيّاك في العقيدة الدينية ، فهو أخٌ لك ، مستلهمًا في ذلك ما يحفِلُ به القرآن الكريم من آيات ، تعضُدُ هذا الموقف ، وتمثيلاً لا حصرًا :"إنما المؤمنون إخوةٌ" ... في تعمّقُنا البُعد الفلسفي ، لدى الإمام علي، فإنّ منبعه القرآن الكريم، الذي يُشدِّدُ على أنّ الاختلاف بين البشر - وليس الخلاف – هو سُنَّةٌ كونيَّة ، إلى كونِهِ مشيئة إِلهيَّة ، بمعنى أن الله ، من منظور جدليٍّ خلاّق ، أراد البشريّة على هذه الصورة ، من التعدُّدية والتنوّع ،

تلتها كلمة مسجلة للدكتور المحامي الشاعر مروان كساب بعنوان " الفلسفة والأدب في نهج البلاغة" . وبدوره أضاف كساب قائلاً: الإمام علي هو فيلسوف الادباء واديب الفلاسفة. في فلسفته الروحية والأجتماعية والأخلاقية تلتمع بوارق الأدب في مهرجان من الأبداعات والتجليات التي ترتفع بالأرض نحو السماء. انه والحق يقال كنز الأدب، وعقل الفلسفة، وضمن الأخلاق، وانسان الأنسانية السمحاء. انه اكثر من فيلسوف واعظم من اديب. الحكمة لديه قبس يخر ق بومضاته الوامضة غياهب المجهول، وفي كل جملة من يراعه الملهم من الله مدار س ومعاهد حافلة بالدروس والامثلة والناهي لتكون نصيرة للحق، ولسحق الباطل، وارساء العدالة على قواعد الأنسانية المرتبطة بروحانية ازلية مشبعة بمبادئ الدين وما توحي به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وايضاً كلمة مسجلة للدكتور شيبان هيكل بعنوان "الفكر الاجتماعي والإنساني عند الإمام علي بن أبي طالب “ قائلاً: “لقد وضع الإمامُ علي قاعدةً إنسانيةً خالدةً حين قال: "الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". هذه العبارة البسيطة تحمل في جوهرِها فلسفةً اجتماعيةً متقدمةً جدًا، تجعل الإنسانَقيمةً مطلقةً تُحترم بغض النظر عن دينه أو لونه أو أصله. فالمعيارُ عنده هو الإنسانية أولًا….كما كان الإمام علي يرى أن العدالة لا تتحقق إلا إذا صينت حقوقُالفقراءِ والضعفاء، لأنهم أكثر الفئات عرضةً للتهميش. ولذلك كان يرفض كل أشكال التمييز الطبقي، وكان يوصي ولاته بأن تكون قلوبهم رحيمة بالرعية، قائلًا: "أشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم."

ومسك الختام كان مع الموسيقار مجدي فؤاد بولس الذي ألقى كلمة بعنوان"فلسفة وحِكَمْ الإمام علي في الموسيقى " وتحدث بولس عن مسيرة كوكب الشرق السيدة ام كلثوم وكيف كانت بدورها تقراء الكتب التي تحتوي على الأقوال المأثورة للإمام، والتي كان يوفرها لها الشاعر احمد رامي وكيف كانت تنتقي الكلمات المبنية على الحكمة والفلسفة ووقائع الحياة والصور الشعرية الجميلة بغية إيصالها إلى المستمع بصوتها الجميل والعذب. 

وبدورها شكرت المحامية بهية ابو حمد الحضور الكريم على جهودهم القيمة لانجاح الحفل ثم قدمت للمتحدثين هدية من خشب أرز لبنان. وقالت ابو حمد في بيان: هذا الحفل مهم للغاية وكنا بغاية الشوق لمناقشة دور الفلسفة في أدب الامام علي وما تعكسه على واقع حياتنا…. ان أقوال الأمام كنز ثري يجب الحفاظ عليه ونشر كنوزه إلى الجيل الصاعد للاستفادة منه وجعله مصدر قوتنا وأملنا وثقافتنا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق