لويس فليفل: بذكرى وفاته السنوية الأولى

حين غادر لبنان في 28 كانون الثاني من عام 1949، كانت الباخرة التي ركبها المهاجر اللبناني لويس فليفل أقرب ما تكون إلى مركب، ولم يخف، بل رسم إشارة الصليب على وجهه، وتطلع نحو السماء وقال: سلمتك نفسي. فوصل إلى أستراليا في 28 شباط من العام نفسه، وكانت محطته الاغترابية مدينة ملبورن في ولاية فيكتوريا الأسترالية.
هذا المهاجر الذي تزود برضا الأهل، أصبح في أواخر ستينيات القرن الماضي رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية، فرفعها لأعلى مستوى، لذلك اختاره لبنان قنصلاً فخرياً في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ليغرس في كل بيت دخله أرزة لبنانية.
وإذا زرتم، في يوم من الأيام، مركز العجزة "سانت بول" التابع للراهبات الأنطونيات في ملبورن، ستجدون له تمثالاً يحكي عن سخاء يديه، وأن جناح "سانت لويس" ما كان ليكون لولا تبرعه بمبلغ طائل.
لويس فليفل.. اللبناني العصامي، لم يكن معروفاً فقط على صعيد لبنان والجالية، بل كان له نفوذ قوي داخل الحكومات الأسترالية، وكانت له الكلمة. ويكفيه فخراً أنه حصل على وسام أستراليا، ووشاح بابوي من البابا فرنسيس.
منذ عام، أي في التاسع من أيار 2019، غادرنا إلى حياة الأبدية، فبكته الغربة كما بكاه الوطن.
عرفته، لا بل أحببته، لكثرة ما كان يكلمني عنه ابن عمتي إيلي شعنين، الذي ربطته به صداقة قوية، وكنت الساكن في سيدني أتلقى أخباره المشرفة أولا بأول.
وراء كل رجل عظيم امرأة
هذا القول ينطبق تماماً على السيدة "كرمل البستاني فليفل"، التي أحبّها وتزوجها، فأعطته من حنانها الكثير، وجعلته من اسعد الرجال، لدرجة اعتبر معها نفسه من الرجال القلائل المحظوظين، فلقد كانت "بنت أصل" عرفت كيف تزرع الفرح في حياته.
ومنذ أيام أقامت له جناز السنة في كنيسة سيدة لبنان ـ ملبورن، فمنعتنا "الكورونا" من المشاركة به، وتقديم واجب العزاء، فعلمنا أن دموعها قد مثلتنا جميعاً في ذكراه السنوية.. أطال الله بعمرها:
لما لويس فليفل مات
ملبورن خسرت بو الهمّات
ع كفوفو مزروع الخير
ويا مين يزور الكرمات
تمثالو جوّات الدير
بيحكي عن أحلى البصمات
و"كرمل" مرتو متل الطير
ترندحلو أحلى النغمات
قنصل فخري جدّ السير
متلو ما بتعطي الإمّات
**
شربل بعيني ـ سيدني ـ أستراليا

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق