تحتفل راهبات العائلة المقدسة المارونيات بيوبيل معهدهن الذهبي هذ العام، لا بل هذا الشهر "نيسان 2023"، وقد لا أبالغ اذا قلت انني قضيت أكثر من نصف هذه المدة مربياً ومعلماً للغة العربية في المعهد.
وإذا سألتموني عن رأيي في رحلة المعهد التربوية، والسنوات الطويلة التي قضيتها تحت أمرة الراهبات، أجيب وبكل صدق:
معهد سيدة لبنان، وهذا كان اسمه قبل استبداله، يعتبر نعمة اغترابية حلّت بنا من عند الله تعالى، ولقد حالفني الحظ انني التقيت بثلاث راهبات تركن الأثر الطيب، لا بل المقدس، في نفسي.
أولاً، التقيت عام 1989 بالأخت كونستانس الباشا في منزل الصديق آميل أبي خطار، وطلبت مني أن ألتحق بالمعهد كمدرس للغة العربية، فالتحقت دون تردد، ليهبني الله "أختاً راهبة"، لم أزل أحتفظ برسمها في قلبي، أطال الله بعمرها، فلقد علمتني كيف أتقرّب من الله بسهولة تامة، وأخبرتني أن الله محبة وما علينا سوى التقرب منه دون خوف أو رعدة.
ثانياً: الأخت مادلين أبو رجيلي، وكنت أعتبرها الأخت التوأم للأخت كونستانس، لا بل كانت أقرب إليها من الأخت، ولقد كانت تعمل بصمت، أي أن المظاهر الاجتماعية لم ترق لها أبداً، ولهذا عجزت عن إيجاد صورة واضحة لها. منها تعلمت العطاء بصمت، وأن الله يعلم بكل شيء، فأسميتها "الراهبة صاحبة الكف الذهبية".
ثالثاً: الاخت إيرين بو غصن، التي تعلّمت منها الشجاعة والإقدام من أجل إنجاح العمل، وعلى أيامها أنتجت أجمل المسرحيات الطفولية التي لن تتكرر أبداً. تقول الحق دون خوف، وتعطي لكل ذي حقٍ حقه، ولقد أعطتني حقي يوم كرّمتني بعيد المعلم، وكان التكريم الاوحد الذي نلته خلال رحلتي الطويلة في المعهد.
هؤلاء الراهبات أثرن بي كثيراً، لدرجة دخلن معها الى قلبي، واستحوذن على صلاتي وتفكيري الدائم.
ألف مبروك اليوبيل الذهبي.. أطال الله بأعماركن.. آمين.
شربل بعيني
0 comments:
إرسال تعليق