اسماعيل فاضل ليس فناناً، بل ذهباً

يقول المثل: لتعرف معادن الناس حكّها، ولقد كنت على معرفة بمعدن الفنان الكبير اسماعيل فاضل من دون أن أحكّه، إنه أغلى من الذهب، وقد لا يوجد مثيل له.
الكل يعلم انني انتقدته بشدة، رغم صداقتي القوية معه، لأنني أعشق فنّه وصوته، وأرفض أن يغني لغيره، لأنه أفضل من غيره بنظري ونظر الكثيرين، فقلت في نفسي: جرّب معه النقد العلني، فقد ينفع، أو قد يساعدني على إقناعه أناس يحبونه مثلي، ويريدون له امتشاق النجوم، لا البقاء في ظل فنانين آخرين، فماذا كانت النتيجة؟
ـ كثيرون هم الذين همسوا في أذني: ودّع اسماعيل، لن يكلّمك يعد اليوم. انه لا يحب النقد.
وكنت أعلم بسفر فناننا المبدع الى خارج استراليا بعد ثلاثة ايام من اقامة حفلته، وانه لن يقرأ المقال إلا يوم عودته، فإذا به يتعملق فوق النقد، ويتخذ منه حافزاً لاثبات هويته الفنية، التي سيشرق نورها عمّا قريب بإذن الله، وسيأتي المعجبون الى حفلاته للاستماع الى أغانيه الخاصة التي تتفوّق على أغاني الآخرين كلمة ولحناً وتوزيعاً وصوتاً.
فاقرأوا ماذا كتب رداً على انتقادي له، وقولوا معي: الذهب ذهب.. اينما وضعته.
وهذه رسالته:
الاستاذ شربل انت في القلب والذاكرة والوجدان، كلامك ونصائحك احملهأ وسامآ على صدري ايها الطيب النقي الخلوق.. ستبقى في القلب ايها الاديب الكبير، وامنحني فرصه كي اثبت لك انني في طور التغيير، وشكرآ لنقدك اللاذع الذي يصب لمصلحتنا ولكنك الكبير وجنابك اعلم بأن لكل مقام مقال.. دمت لي أخآ كبيرآ وحبيبآ واديبآ وشاعرآ مبدعآ ملهمآ.. لك مني كل الحب والتقدير والاحترام
اخوكم
اسماعيل فاضل

لست أدري ماذا أقول با اسماعيل، لقد أفحمتني والله، وعلمتني درساً بالتواضع والانسانية، وأرجو أن تسامحني على نقدي العلني لك، لأنك أكبر من النقد. وهكذا يجب أن يكون الفنان الفنان والشاعر الشاعر والاديب الاديب.. واقسم بالله أنني سأكون أول من سيحضر حفلتك القادمة، لا بل سأرقص فيها طرباً.
يا ذهب الفن المهجري.. لك مني كل الاحترام.
أخوك شربل بعيني
الرجاء قراءة التعليقات تحت المقال

CONVERSATION

7 comments:

  1. د. بهية ابو حمد29 مايو 2016 في 11:38 م

    I was in tears when I began reading your e-mail.

    Bravo , Singer Ismail Fadel - I tend a Chapeau Bas to your humbleness and understanding.

    You will only reach the ‘Top Ladder’ if you accept criticism in good sense.

    May God be with you . Hoping to see you reach the stars and all success on earth.

    Bahia Abou Hamad

    ردحذف
  2. WHAT MORE CAN I SAY MY DEAR CHARBEL!!!
    As I started reading the message I was astonished in a way. I remembered the time when I sent you the e-mail in regards of Ismail's performance and even after that I kept thinking that a true artist should produce his own work just like you told me and I am forever grateful to you for encouraging me because I had another hidden talent which I was unaware of. As for Ismail, your criticism was crucially important as it was a wake up call for him and a big turn in his music. I could see through his words the appreciation for you, the modesty and the acceptance of your criticism. Of course, this proves the person he is. Myself, I like his voice which is rare these days. Tarab assil. As for you, words will never be enough. You are so modest, kind, pure, honourable and this was clearly shown in the way you responded to Ismail.
    Have a lovely evening!!

    ردحذف
  3. طوني اسحق ـ نيس30 مايو 2016 في 1:05 ص

    لقد استمعت الى الفنان اسماعيل فاضل بالفيديو المرفق مع المقال فأدهشني صوته النادر، انه يغني بشكل مدهش، لدرجة جعلتني اعيد الأغنية عدة مرات. النقد الهادف لا يضر بل ينفع، عكس النقد العشوائي. لقد اصبحت احد المعجبين بصوتك يا اسماعيل فاضل، فزرنا في باريس لنتعم به.

    ردحذف
  4. كريم مرزة الأسدي30 مايو 2016 في 1:55 ص

    ارسل الأديب العراقي الكبير كريم مرزة الاسدي هذا التعليق عبر الايمايل من بغداد، فألف شكر له:

    الأستاذ شربل بعيني ، الفنان إسماعيل فاضل المحترمان
    السلام عليكما ورحمة من الله وبركات
    بارككما الله ، وأبقاكما ذخراً لخدمة أمتنا في مجالات الثقافة والفن والأدب .
    احتراماتي ومودتي .
    كريم مرزة الأسدي

    ردحذف
  5. الاب يوسف جزراوي30 مايو 2016 في 4:33 ص

    الأستاذ شربل بعيني، ينتقد للبناء وليس للهدم، ينتقد بمحبة، فهو قد برأ من معضلة المنافسة أو من مرض نرجسية الـ ( أنا). كما أنّني اعلم جيدًا مقدار المحبة التي يكنها للفنان الكبير صاحب الصوت الجميل إسماعيل فاضل، ولأنه أحبّه اسدى له نصيحة حبّ، فإذا بالفنان إسماعيل فاضل، يثبت أنه كبير ليس في فنه وحسب، بل مع النقد، فبادل الحبّ بحبٍ أكبر. وهذه شيم الكبار.
    حقيقةً كلكما التقيتما في فلك إنكار الذات، وكلكما خدمتما وتخدمان الجالية بعطاءٍ كبير، دونما تقليل من شأن أحد. فألف شكر لكما أيها الكبيران، لأنكما ذهب لامع، ومثال على التواضع رغم قيمتكما الكبيرة.
    ففي هذه الجالية التي اصيبت بوباء اللامحبة وقحط التواضع هناك من لا قيمة له ويدعي الفن والادب والإبداع، والأنكى من ذلك يسعى جاهدًا بكلِّ الطرق الملتوية ليفرض على الآخرين إيلاه قيمة لا يستحقها!، متناسيًا أنّ قيمة المبدع لا تكمن في إبداعه فقط، وإنّما بإنكار ذاته وخلقه الرفيع.
    دمتما بمحبة تُعلّم الكثير.... فمحبتكم هذه درس للجميع.
    محبكما دومًا
    الأب يوسف جزراوي
    مع خالص دعائي بالتوفيق.

    ردحذف
  6. تحية للاستاذ الاديب والشاعر والعميد شربل بعيني الجزيل الاحترام
    من لم يقبل ملاحظتك ونقدك فهو غير ناجح . لكن والحمد الله فالفنان اسماعيل فاضل ليس فقط فنانا صاحب الصوت الذهبي , بل أيضا هادئ ويستعمل عقله للتحكيم بامتياز فعرفك وفهمك فتقبل نقدك لانك تنتقد الشخص لينتقل من الاصغر الى الاكبر ومن مكانه الى مكان أفضل والذي يقلد الغير او يأخذ من الغير لن يتقدم ولن ينجح . تنتقد لانك تحب ولم تكره ولو كنت تعرف الكراهية والحقد ما كنت تنتقد أحدا يا استاذ شربل . أنا أفرح حين تنتقدني صوتيا ببعض كتاباتي للمقالات التي انشرها عندك . لماذا أفرح ؟ لان الذي ينتقدني هو معلم وأديب هذا فخر واعتزاز لي كما انه فخر واعتزاز للفنان اسماعيل فاضل وله مني كل التحايا
    أخوكم موسى مرعي

    ردحذف
  7. امل الحمداني ـ كاتبة عراقية في سيدني3 يونيو 2016 في 12:17 ص

    هكذا يجب ان يكون التعامل لنرتقي الى مستوى الإنسانيه و التحضر،،
    تقديري واحترامي

    ردحذف