لم أكن أتوقّع، وأنا أقود سيارتي الى العاصمة كانبرا برفقة الصديق ايلي ناصيف، أن يكرّمني سعادة السفير الاردني الدكتور علي كريشان، رئيس مجلس السفراء العرب وعميد السلك الدبلوماسي العالمي في أستراليا.
كان كل همّي أن ألقي قصيدة في الحفل التكريمي الذي دعت إليه رئيسة جمعية إنماء الشعر والتراث الدكتورة بهية أبو حمد، وأن أعود الى سيدني سالماً.
المفاجأة جاءت بعد انتهائي من إلقاء القصيدة، إذ قفز السفير من مقعده واتجه صوبي معانقاً، وهو يزرع في أذنيّ كلمات شكر ولا أجمل.
وصدقوني أنني اكتفيت بمديحه لي، ولكن الكرم الأردني لا يتوقّف عند كلمات الاطراء إذ فاجأني سعادته بشهادة تقديرية باسم مجلس السفراء العرب والسلك الدبلوماسي العالمي، فكيف لي أن أشكره؟، كيف لي أن أرد جميله الغامر؟، لدرجة شعرت معها أن أبيات المديح التي أهديتها له في قصيدتي قد أضحت سراباً:
هذا علي كريشان من بلدٍ
أمجاده غنت لها الحقبُ
من أردن الأحباب منبته
يا أردني.. يحلو بك النسبُ
ولكم خجلت وأنا أتقدم منه لأهديه القصيدة كهدية مرفقة بشهادة من موقع الغربة تقديراً له على دعمه المتواصل لأدبنا المهجري . أجل خجلت لأنني لم أضع قلبي في إطار وأقدمه له مبللاً بدموعي:
تكريمك الميمون من ذهبٍ
يبقى، ليعلو باسمك الذهبُ
أنت السفير الحر، قدوتنا
تمشي، لتمشي خلفك الركبُ
كرمتنا، أسقيتنا عسلاً
طوبى لمن من نبعكم شربوا
علي كريشان.. لقد خسرناك نحن ليربحك الأردن الحبيب.. رافقتك السلامة.
أخيراً، اسمحوا لي أن أشكر سفيرة الثقافة والتراث العربي في أستراليا الدكتورة بهية ابو حمد على نشاطاتها الأدبية القيمة، فلولاها ما كان هذا الفرح، ولولاها ما ولدت القصائد من بطون المواهب وعقول الشعراء.
شربل بعيني
عميد المغتربين والشعراء استاذ شربل بعيني انت فخر لنا وللوطن الام لبنان
ردحذف