قصيدة رثاء وصلتني من الصديق المشترك شوقي مسلماني أخبرتني برحيلك المفاجىء.
صدقني يا غسان لم أصدق شوقي..
حسبته يمزح،
فأسرعت الى الروزنامة لأتفحص الأشهر،
فوجدت أن أول نيسان قد مر من زمان،
وأن الكذب على الأصدقاء لم يعد مسموحاً في باقي الأشهر،
فلطمت وجهي،
وانحنى ظهري،
ورحت أتمتم كالمجنون: عمرنا من أوله إلى آخره ككذبة أول نيسان.
يا صاحب الأشعار الجميلة،
والنغمات السحرية،
والصوت الرائع،
لقد غدرت بنا برحيلك..
يا صديق الغربة،
ورفيق دروبها الصعبة،
ومبلسم جراحها،
لقد ظلمتنا بموتك المفاجىء.
كنت ترحمنا كثيرا،
واليوم أظهرت قساوة لم نعتد عليها.
ألم تشعر بضيق أنفاسنا وأنت تودّع نفسك الأخير؟
ألم تشعر باختناقنا؟
ألم تقل: كيف لهم أن يسيروا بدوني في غياهب الغربة.
لقد كنت البلسم، واليوم أصبحت الجرح الذي لا يندمل.
لن أبكيك..
لأنك تكره البكاء.
لن أرثيك..
لأن ما تركته من إرث أدبي وفني كفيل بتخليدك.
لقد رحلت ولم يبق لي يا صديقي الكبير غسان علم الدين سوى الحزن والبكاء.
رحمك الله.. لأنك أهل لرحمته.
أخوك شربل بعيني
العزاء مشترك صديقي شربل صديق الغربة الطويلة.
ردحذف