يقال إن الابداع يخلق دائماً من رحم المأساة، وهل من مأساة أقوى من انفجار ست الدنيا بيروت، لتحرك إحساس نحات بمستوى توفيق مراد، وتحول إزميله أداة خلق موجع، ينقل النيران إلى الخشب، لتصهره لوحة فنية رائعة وفي نفس الوقت موجعة.
وإذا أمعنا النظر باللوحة نجد في الوسط طائر فينيق يضع على رأسه "لبادة" تعتبر من التراث اللبناني الأصيل، وقد اعتمرها معظم اللبنانيين في قديم الأزمان.
ومن النيران أيضاً تبعث الحياة، فنجد شاباً وفتاة لبنانية، يقفان وجهاً لوجه، علامة عدم الخوف والبدء في إعادة البناء.
الأرزة تتوج اللوحة.. إذ لا شيء يعلوها، فهي البداية اللبنانية وهي النهاية.
أوراق الزيتون تحيط بها، علامة السلام، إذ رغم النكبات التي يتعرض لها لبنان دائماً، ما زال يسمى بلد السلام.
كالعادة أبدع النحات توفيق مراد في لوحته هذه، وهذا ليس بشيء جديد عليه.
0 comments:
إرسال تعليق