طوني الحلو.. المغترب اللبناني المثقف العصامي، جاء من ملبورن لوداع صديقه الاديب الراحل كامل المر.
التقيته عند درج الكنيسة، صافحني، دون أن أعرفه، وكان بالقرب منا الصديق ايلي ناصيف، وعندما ودعته، قال لي:
ـ سنلتقي في ملبورن.
هنا، لعب الفأر في عبّي، ورحت أتساءل من هذا الذي سيلتقيني في ملبورن، في الامسية التي دعت اليها الدكتورة بهية ابو حمد لتوقيع كتابها "شربل بعيني منارة الحرف" في السابع من شهر أيار 2023، وفي قاعة كنيسة سيدة لبنان ـ ملبورن.
ولكي أخفف من تساؤلاتي اتصلت بإيلي، وسألته عن الشخص الذي سيلتقيني، من هو؟
فقال لي: ألم تعرفه.. إنه طوني الحلو؟
فضربت رأسي بيدي، ورحت أضع اللوم على النظارات التي كان يضعها طوني على عينيه.
لقد كتب كامل المر عن العديد من أدباء وشعراء الجالية، مدحهم، شجعهم، منحهم الجوائز، كرمهم، ولكنهم مكثوا في بيوتهم، أو التحقوا بأعمالهم، ولم يتمكنوا، وللأسف، من مرافقة نعش الفقيد الى داخل الكنيسة.
طوني الحلو.. ركب سيارته، او امتطى صهوة طائرته، لا فرق، وجاء من مدينة ملبورن، ليشارك بجنازة صديقه كامل.
هذه هي الصداقة الحقة وهذا هو الوفاء النادر. رحم الله كامل المر، وأطال بعمرك أيها الصديق الصدوق طوني الحلو.
شربل بعيني
0 comments:
إرسال تعليق