المطران طربيه: التعليم الجديد يوازن بين الرحمة والحقيقة
بدعوة من الرابطة المارونيّة - أوستراليا، وبحضور الكهنة، والراهبات؛ الأحزاب اللبنانيّة؛ وسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمواقع الإلكترونيّة؛ الجمعيّات؛ المؤسّسات؛ وحشد من المجتمع المدنيّ. أقيمت محاضرة بعنوان: "سينودس العائلة، التحديّات والإنجازات" لصاحب السيادة المطران أنطوان –شربل طربيه راعي أبرشيّة أوستراليا المارونيّة؛ في قاعة المسنّين – مركز سيّدة لبنان الراعويّ.
قدّم المناسبة الأب طوني سركيس أمين سرّ المطرانيّة المارونيّة ومعاون كاهن سيّدة لبنان، مرحّبًا بالحضور ومثنيًا على أهميّة المحاضرة مما تعيشه العائلة من تحدّيات في زمننا الحاليّ.
تلاه رئيس الرابطة المارونيّة السيّد طوني خطّار في كلمة ركّز من خلالها على أهميّة دور العائلة في بناء المجتمع، ملخّصًا وجهة النظر الّتي دار حولها السينودس في مراحله الثلاثة: "النظر إلى الأمور العالقة، الأمور المستجدّة، والحكم المنطقيّ والواقعيّ على أوضاعها." كما وأعطى حيّزًا للعمل الّذي تداول به آباء السينودس للوصول إلى النتائج المرتجاة. ومن ثمّ أثنى على وحدة عمل الرابطة المارونيّة كفريق واحد مركّزًا على النهج الّذي اتّخذته ألا وهو التركيز على المواضيع التثقيفيّة الّتي بدورها تعطي منحًى حضاريًّا يبرز الثقافة المارونيّة أمام تعدّد الثقافات الموجودة في هذا البلد الحبيب أوستراليا.
كما دعا الحضور إلى المشاركة في نشاطات الرابطة مثمّنًا على دور الرابطة في حضور المؤتمر العالميّ للإنتشار المارونيّ الشهر المنصرم والدور العلمانيّ الّذي لعبته الرابطة في هذا المجال بتوجيه من سيادة راعي الأبرشيّة المطران طربيه. كما وجّه دعوة للمشاركة في اليوبيل الذهبيّ لإعادة بناء كنيسة مار مارون في حفل يقام لهذه المناسبة في 12 شباط المقبل. واختتم كلمته بتوجيه التهنئة بالأعياد المقبلة، عيدَي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديّة.
ومن ثم حاضر سيادة المطران طربيه عن سينودس العائلة شارحًا بشكل تفصيليّ الأعمال والنقاشات الّتي رافقت السينودس في روما الّذي انعقد من 4- 25 تشرين الأوّل الفائت.
بدايةً، تحدّث سيادته عن دعوة ورسالة العائلة في الكنيسة والمجتمع اليوم والظروف الّتي آلت إلى الدعوة لهذا السينودس، مفصّلاً المشاركين من الكرادلة والأساقفة المنتَدَبين من قبل مجالس الأساقفة المحليّة؛ وبمشاركة الكنائس الأخرى، بالإضافة إلى رهط من ثمانية عشر زوجًا وزوجة من العلمانيّين من كافّة القارّات.
كما تطرّق سيادته إلى كيفيّة توزيع المشاركين في حلقات للدراسة كلّ حسب لغّته الأساسيّة وحسب اختصاصه، وقد تمّ إنشاء لجان للبحث والتدقيق في هذا الشأن، وإصدار التوصيات الّتي بدورها انبثقت عن برنامج عمليّ مؤلّف من ثلاثة أقسام: 1- العائلة، معاناتها وظروف حياتها؛ 2- المطلّقين والمتزوّجين ثانيةً وعمليّة تسريع المعاملات في المحاكم؛ 3- زواج المثليّين وما يترتّب عليه من مفاعيل لا تخدم المجتمع والزواج وكيفيّة معالجة هذه الأمور أمام التحديّات الّتي تفرض من قبل بعض الأنظمة لتمريرها كي تغدو هذه الحالة أمرًا واقعًا.
ثمّ تطرّق سيادة المطران طربيه إلى المداخلة الّتي ألقاها في السينودس والّتي لقيت تجاوبًا من قبل لجنة صياغة التوصيات، ما حتّم إدراجها في توصيات البيان الختاميّ، والّتي ركّزت على الوضع المسيحيّ في الشرق الأوسط وما يعانيه المؤمنون هناك من اضطهاد تحت وطأة التطرّف والإرهاب الّذي يخيّم على تلك المنطقة. هذا بالإضافة إلى المعاملة اللاإنسانيّة الّتي يتعرّضون لها، والتهديد والقتل وسبيِ النساء وقطع الرؤوس، وكلّ ذلك يجري باسم الله، وهذا أمر مرفوض. كما طرح سيادته حلولاً تندرج في كيفيّة تقديم المساعدة لهؤلاء المسيحيّين المكوّن الرئيسيّ لهذه البلدان في هذه الظروف القاهرة الّتي يعيشونها.
ومن بعد ذلك خلص سيادته إلى تبيان ما ورد في البيان الخاصّ الّذي أصدره السينودس في ما يتعلّق بالأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا وإفريقيا ويتضمّن خمس نقاط هي كالآتي:
أوّلاً، نداء جديد من أجل السلام وعودة الحياة الطبيعيّة وبخاصّة للاجئين والمتألّمين؛ ثانيًا، توجيه الشكر للبلدان المستقبلة للاجئين وبنوع أخصّ لبنان الّذي حوى عددًا كبيرًا منهم؛ ثالثًا، الرفض المطلق والشجب لإستعمال السلاح لممارسة القتل وسبي وبيع النساء وقطع الرؤوس وكلّ ذلك بإسم الله؛ رابعًا، تضامن البطاركة والأساقفة مع كلّ العائلات المتألّمة والمهجّرة واللاجئة والعمل على مدّ يد المساعدة لهم؛ خامسًا، الإنطلاق مجدّدًا من إبراهيم لنقول أنّنا كلّنا إخوة.
أخيرًا أكّد سيادة المطران طربيه، أنّ الأمانة لتعليم الكنيسة وعقيدتها ليس تقييدًا للحريّة؛ بل ضمانًا للوحدة تحت رعاية راية بطرس رأس الرسل.
وبعد انتهاء سيادته من إعطاء صورة عامة، شاملة، موجزة، عن السينودس، أفسح مجالاً للمشاركين بطرح الأسئلة، وانهال وابل منها تمحور حول مضمون السينودس في ما يتعلّق بالطلاق وقانون المثليّين؛ الأولاد؛ دور العلمانيّين في المجتمع والرعيّة؛ وعن توسيع دائرة الإهتمام بالمبعدين قصرًا والإقتراب من كلّ ما يجمع المؤمن مع أهله ومجتمعه.
واختتم اللقاء بشكر صاحب السيادة وبكلمة معايدة وشرب نخب المناسبة.
0 comments:
إرسال تعليق