يوم الجمعة الواقع في السادس عشر من شهر كانون الاول عام 2016، لم يكن يوماً عادياً، فلقد تجمّعت منظمات ونقابات وجمعيات وشخصيات ورؤساء وملوك وملكات العالم أجمع لتكريم الفنان المصري القدير مجدي فؤاد بولس، الذي رافق عمالقة الفن العربي عازفاً على آلة "التشيلو".
وهذا لم يكن ليحدث لولا نشاط وهمّة رئيسة جمعية انماء الشعر الدكتورة بهية ابو حمد، وكأن العبارة الشهيرة التي دونتها في كتاب خواطر ما جاءت الا لها: من يشتُم يُشتَم ومن يكرِّم يُكَرَّمْ.. والدكتورة بهية ما خلقت إلا لتكريم الآخرين، فكيف لا نتغنّى بها شعراً ونثراً.
الجوائز التي حصل عليها الموسيقار مجدي بولس لا تحصى، جاءته من كل مكان، لا بل تساقطت عليه كالمطر، لأنه أهل لذلك، فناً وخلقاً.. والفن بدون الخلق الرفيع لا ولن يكون فناً رفيعاً. تواضع فناننا رفعه الى أعلى المراتب.. فهنيئاً لوطنه الام مصر به، وهنيئاً للعالم العربي به، وهنيئاً للعالم أجمع به، أما الفرحة الكبرى فلنا نحن كونه يعيش شامخاً بيننا هنا في سيدني أستراليا.
الحفل الرائع قدمه بالانكليزية الشاب جون مرقص بطريقة احترافية ملفتة، شاركه باللغة العربية الشاعر شربل بعيني، فقدم النائب اللبناني الاصل جهاد ديب، ليقرأ رسالة تقدير من الحاكم العام، كما جاءت كلمة من رئيس ولاية نيو ساوث ويلز، وكلمة الوزير جون عجاقة، والتفاتة رائعة من الكنيسة القبطية، وشهادة من وكيل أول نقابة المهن الموسيقية في مصر الدكتور رضا رجب، نصها في مكان آخر، وقصيدة من رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان النقيب الشاعر جورج ابو انطون، قرأها نيابة عنه الشاعر يوسف جبرين، تجدون نصها مصوراً مع هذا الخبر. كما ألقيت كلمات كثيرة لبعض ممثلي الدول العربية في أستراليا.
مفاجأة الحفل كانت قصيدة "يا مصر" باللغتين العربية والانكليزية، التي القتها الدكتورة بهية ابو حمد بمرافقة الموسيقى، التي عزفها فنانون مبدعون من عائلة "بولس" الشهيرة، ليزيّنوا بها حفل تكريم كبيرهم مجدي بولس.
حضر الحفل العديد من الشخصيات السياسية الاسترالية والعربية وممثلي الدول والاعلام والشعر والادب، وقد أهداه الشاعر شربل بعيني هذه القصيدة:
مجدي، عظيمُ الْفَنِّ، وافَرحي
يا مِصْرُ غَنِّي الْيَومَ وانْشَرِحي
أعْطَى كِبارَ الصَّوْتِ فانْطَرَبُوا
يا أَعْيُنَ الْحُسّادِ إِنْدَبِحي
كُلثُومُ جاءَتْهُ كأُغْنِيَةٍ
تلْحينُها خَمْرٌ بِلا قَدحِ
والْماسُ يَجْري فَوْقَ أُنْمُلَةٍ
أَفْنَتْ بِعَزْفٍ دَمْعَةَ التَّرَحِ
فالْجُرْحُ فِي أنغامهِ أملٌ
يا روعةَ الأنغامِ إنْجرحي
والنّيلُ، نَهْرُ الْخَيْرِ يَعْشَقُهُ
والرأسُ يعلو قامةَ البلحِ
يا "مجْدَنا" الآتي بِغُرْبَتِنا
لَوِّنْ لَنا قَوْساً مِنَ الْقُزَحِ
سدِّدْ خُطى الفنّانِ في سَفَرٍ
إِجْعَلْهُ نَجْماً غيرَ مُتَّشِحِ
ستُّ البَهاءِ نوتَةٌ صَدَحَتْ
قُلْ: يا "بَهِيَّهْ" الْفَنَّ إِكْتَسِحي
الإسْمُ كَنْزٌ وَالْهَوَى وَتَرٌ
فيا كنوزَ الْكَوْنِ إنْفَتِحي
أَبُولسٌ.. تَحْيا لأُمَّتِنا
والشّعبُ يَبْكي سَطْوَةَ الشّبَحِ
أَوتارُكَ الْغَنّاءُ تُنْعِشُهُ
أسْكُبْ عَلْيهِ غَيْمَةَ الْمَرَحِ
تَكْريمُكَ الغالي يُكَرِّمُنا
أيا نياشينَ العُلى انْبَطحي
فالصّدرُ كالأهرامِ منبتُهُ
على رُخامِ الصدر إنطرحي
مَجْدي.. وَهَلْ لِلْمَجْدِ مِنْ وطَنٍ
يا ربَّةَ الأشْعارِ.. إمْتَدِحي
**
الصور من ستديو مصطفى حجازي
الموسيقار مجدي فؤاد بولس - مبدع وعظيم من مصر.
ردحذفانعم الله عليه بأنامل ماسية وصقل في روحه الإبداع فغدا قيمة فنية لا مثيل لها -
اجل- انه قيمة فنية عظيمة ونادرة - لم ولن تتكرر.
انه ابداع نادر الذي حلق آلى ألافق وارتقى الى عالم المجد .
انه الموسيقى الحالمة التي تنساب في روح كل فرد لتزهر وردة جورية.
انه أللحن الشجي الذي يغرد مع ملائكة الجنة ليرنم صلاة ويدغدغ حنانا في روح المؤمنين .
انه النور الساطع الذي ينعش وجه الخالق.
انه المايسترو الذي أعطى للموسيقى معنى اخر .
انه الموسيقار الذي أشرق عزفه على ألة التشيلو في كل مسرح ، ومنزل، وروح العاشقين ، فلمع اسمه وارتقى الى المجد، وزاد عزفه اشراقا وإبداعا. فغردت مصر ابتهاجا وفخرا.
انه المايستروالذي اظهر إبداعا فريدا ومهارة نادرة بالعزف على آلات موسيقية اخرى.
أيها الموسيقار الكبير!.
كم نحن فخورين بك وبفنك وبادائك النادر والفريد من نوعه.
انت هدية قيمة لنا من الخالق .
انت مبارك بنور المسيح وببركة روح القدس .
اجل انك معجزة العصر التي لن تتكرر .
انت فخر مصر وكنز من كنوز العام.
حماك الله في كل حين وأعطاك العمر المديد .
Dr. bahia Abou-Hamad